كثــــيراً ما نثـــور ..!!
و كثـــيراً ما نغــضب ..!!
عـــلى من نعرفـــــهـــم..و من لا نعرفـــهم
فأحيـــــــاناً نحقد .. و أخــرى نلمز و نهمز
و أخرى نضــرِب..!!
و أكــــثرها بشاعةً عنــدما نــُهين و نرمي بالكلام الجارح كسهامٍ طائشـه..!!
لــــِـــــمَ هــكذا أمور تــحدث معــنا ..
فنجد أنــفســنا مخطـئين بعد أن كنّــا المحقــين
بســبب تصرفــات هوجــاء في ذروة غــضب ..
فنســقط كــل الحواجــز .. لا نــحترم من أمــامنــا .. لا نقّدر الظروف
و هــل من فعل هكذا كان يقصد أم لا ..؟!!
هـل كان في حالةٍ نفسيةٍ جيده..؟!!
لم لا نقول بأن الإنســان بشــر قد يخطــيء .. و قد يصيــب..؟!
لم لا نتــذكر المواقف الإيجابيـه مع من نحــبهم قبل أن نهيــنهــم..؟!
أفــلا نكــون أكثر تحّكم بأعصــابنــا ..؟!
فكم مـن قتــــيلٍ قتــله لســانه ..و كـم من كلــمه أورثت عــداوه..!!
و كـــــــــــــلماتٌ رمـى بها أصحابــها فجــرّتــهم لبحــر النــدامــه.!!
فحيــاتنــا لابد أن تكون مليئــه بالتضحــيات ..
و لكـــــن فــي حدود المعقــول ..!
حتــّــى لا نتـحوّل بـــلا كــرامــه..!!
فتوافــه الأمور الأجدى بهــا النسيــان .. قبــل عـض الأصابـع
و قبل تفجّرِ الأحزان..!!
قصـــــــــةٌ تـــُــــروى..
كــان هناك طفــلٌ يصعب إرضائــه
أعطــاه والــده يومــاً كيساً ملــيئاً بالمسامـير و مطــرقــه..!!
و قال لـــه:
يا بنــي قــم بطـــرق مسماراً واحداً في سور الحديقة
في كل مرةٍ تفــقــد فيها أعصابك أو تختلـف مع أي شخـــص
فــــي اليــــوم الأول قام الـولــد بطــرق سبعــةٍ و ثلاثــين مسماراً
فـــي سـور الحديقـــه..!!
و بعــدها رأى صغــيرنـا كيف أن عصبــيته تفقده أسهــمه لدى أصدقائهم
و مــن يحبــهم..!!
فـقـرر أن يتـحّــكم فـي أعصــابــه
فكـــان عــدد المسامير التي يطــرقــها تــقل يــوميــاً..!!
عنــدها تعلّـم الـــولـد بأن التحكــم بالــنفس أسهــل من طرق المساميــر..!
و أتــى اليــوم الــذي لم يطرق فيه الولــد مسماراً واحــداً في سور الحديقه
عندها ذهب ليخبر والده أنه لـم يعد بحاجةٍ الى المطرقــه و المساميـــر
فـــأمـــره والــده بخلــع مسماراً واحداً عن كل يوم يمر بـه دون أن يفــقد أعصابـك
مرت شــهور.. و الولــد ينزع مسماراً يوميــاً
و أخيراً ذهــب الولد لإخــبــار والــده
بــأنه قـد قام بخلع كــل المسامير من الســـور
فـقـــال الوالــد لإبنـــه:
بنــي قـد أحسنت التصرف..!!
و لكن أنــظر إلى هــذه الثقــوب التي تركتها في السور
هـــــــل تعتـقد يا عزيزي أن تعــــود يومــاً كمــا كانــــت..؟!!
هــز رأســه بتعجــب نافيــاً..!!
فــقال الــوالــد..
عندما تحدث بينك و بين الآخرين مشادةٌ أو خــلاف
و تخرج منـك بعض الكلمات السيئه..!!
فأنت تتركهم بجرحٍ فـــي أعماقهــم لا يصلــح الزمــان كتلـك الثقـوب التي تراهــا..!
فأنت يا حبيبي تستطيع أن تطعن من تحــب ثم تخرج السكين من جوفه
و لكن تكون قـد تركـت أثراً لجرحٍ غائـــراً .. قــد تفــقد فيـه حبيبـك
أو تــكن لــه صورةٌ بشعـه يراهــا في حيــاته..!!
فــهل تريد ذلــك..؟!!
و هل تــظن أن إعتـــذارك سيــمحو جرحاً في الأعمــاق غائر..؟!!
فجرح الــلــسان يا ولــدي أقوى من كــل الجروح
لأن النــفس هــي التــي تدوم .. و يــظــل البدن يغطيــه الزمــان..!!
تخــــــّـــــيل ..!!شخــــــصاً تـــــــحبه..
تعشــقه و تهــواه ..
ذهـب بعيداً حيث التــراب ..!!
إلــى مكانٍ حتمــاً إلــيه الذهــاب..!!
ستــمر بــك الأيــام تذكــر ذاك الحبــيب
حتمــاً ستعيش الحياه .. و تسـير بكـــل دائرة العمــر ..!
و لــكن ..
ما مــوقفــك من كلــمـه قســوت بها علــيه..؟!!
و..
هــل لو عـاد بك الزمــان ستقـــسو علــيه مــن جديــد..؟!!
فـــــــهل تفـكــّـرت يــا صديــقي قبــل تقذف سهام الجــراح..؟!
فكــلــمةٌ منـــك بـهـا ترتـفع أو بــها تذهب أدراج الريــاح..!!
خـــــــــاتمـــــــــه..
قــال تعالـــــــى (
و مــن عفــا و أصـــلح فأجره علــى الله )